نشر هذا الجزء أول مرة علي صفحة"أطوار" بالفيسبوك في 25 يونيو 2015
الظلام و ليس اى ظلام إنه من النوع الّذي يكاد ان يكون له ملمس. ظلام بكر دامس ، لزج ويغلف كل شيء و يطبق عليه..أنه التعريف الفطرى للغموض او المجهول انعكاس كل المخاوف .و يبقى التضاد. كل شيء يبدأ فى الظلام. حتي النجوم مصدر الضياء تولد و تنتهي في الظلام. البشر ليسوا استثناء فهم جزء منه .انه ذلك اللغز المحير و المسلم به المسمي الحياة.... و”هي”
.ثم تدوي كلمات
"تفتكر هتقدر؟" يقولها ذلك الرجل بصوته الهادىء الوقور بحكم السن الذى يقترب
من العهد السابع موجها كلامه للأخر. ذلك الذي يبتسم بثقة لاتخلوا من لمحة حزن تطل بوضوح
من عينيه فقط. وسيم هو و قوي الوجه وقد تجاوز اواسط الثلاثين.و يجيبه بعد برهة وهو
يستفيق من أفكاره "نعم، قبلت ورضيت مفيش حل تاني".
ينظر الكهل
إليه ثم يستطرد "الفشل تمنه حياتك " و هو يبتعد قليلا. فيفاجئه الشاب بوجه
غاضب منفعل لم يره من قبل ويقول "انا دفعته من زمن خلاص" ثم يكمل بسرعة
"الوقت بيجري لازم نبدأ دلوقتي" يطئطئ العجوز رأسه ثم يستطرد "ولازم
تختار صح" وينظر اليه و يربت علي كتفه بقلق منبها " أختيارك هيفرق معاك كتير
بس الأهم متنساش" و بنظرة إشفاق لأ تخلو من جدية يكرر "متنساش نفسك"
يبتسم الشاب
مرة أخري ويغيب......يغيب فى الظلام...........
----------------------------------------------------------------------------------------
و لكن لنتوقف
لبرهة وننظر فنحن في فيلا "ال فرانسيس " ذوى ألأصول ألأرستقراطية والطابع
المميز لأثرياء فترة مابعد الثورة واﻹنفتاح. فى تلك الفيلا ذات الطابقين حيث تعيش صاحبة
الصوت الصارم ووريثة ال فرنسيس السيدة "سيلفيا جون فرانسيس" مع ابنة أخيها
المتوفى التي لم تتعدي السنوات الست "لونا إدوارد". سيلفيا تلك السيدة ذات
الملامح المصرية/الفرنسية المختلطة والمتناسقة والحادة كأنها منحوتة. و نظرانها الصارمة
من عينيها الواسعتين بإتجاه "لونا" ليست سوى انعكاس لشخصية لا تتحمل أقل
نسبة من الفوضى من أى نوع و يبدوا ذلك منعكسا علي كل شيء مرورا من تناسق الألوان بالفيلا،
مواعيد الوجبات بالدقيقة و درجة حرارة الدش!!.
الخدم القليلين
المتواجدين بالمكان لن يتعجبوا ان كان أعتراض سيدتهم "سيلفيا" على"
لونا" هي ان نبرة ندائها الطفولى غير متناسق موسيقيا مع صوت نهنهتها. أمر مثير
للضحك و من يجرؤ! مسكينة "منال" كانت أخر من فعل وكان جزاؤها الفصل و الطرد
الفوري خلال ساعة او أقل على حسب سرعة جمع الملابس و تكويمها مع صاحبها امام باب الفيلا!!
تقول
"سيلفيا" بمنتهي الحزم "قولتلك ميييت مرة يا لونا البنات في عيليتنا
مينفعش يزنوا كده" و "لونا" تنظر لها ببراءة و وخوف بعينين مليئة بالدموع
و تفتح فمها و تقول "لك.." تسبقها عمتها قبل ان تكمل كلمة لكن وتخرصها
"ششش انت عارفة قوانين العيلة.. قدامك 10 دقايق و منغير زن علشان ميعاد الشاي
" تصمت لونا لدقيقة قبل ان تتكلم بصوت منخفض و نظراتها حائرة بين الأرض ووجه عمتها
ثم تبدأ الكلام "كوكي يا عمتو البغبغان بتاعي مس واقف فوق العصاية بتاعته"
تتابعها سيلفيا بعدم اكترث و ان كانت تركز معها بعينها الرماديتين،وتكمل لونا بعصبية
ألاطفال " ولا موجود في القفث و بابه مفتوح زي ما ثبته إمبارح" تتوقف لونا
لدقيقة متوقعة اي رد فعل من عمتها فلا تجد "عمتوو بنادي عليه في كل حتة و دورت"
يخبو صوتها كمن بدء يصل الي إستنتاج و تقول " عمتوو ده زي ماحصل قبل كده مع زينة
سمكتي و بيرل قطتي و زاكس الكلب بتاعي صحيت الصبح ملقيتهومسي" ترمقها عمتها بنظرة
غير مبالية ثم تلتفت في ضجر إلي الساعة و تدرك لونا الموقف و تتكلم بسرعة وتسأل"
هو مسيي زي ما التانيين ما مسيو يا عمتو؟"تستدير عمتها بعيدا عنها و هي تتجه نحو
باب غرفة لونا مغادرة وهي تقول "لونا مبتسمعش الكلام و كل الناس بستسيبها حتي
الحيونات مش بتحب لونا" ثم تتوقف و تغير نبرة صوتها وتقول " حتي بابا"
ثم تكمل بنبرة أخف "سيلفيا بس اللي بتحب لونا و لونا لازم تسمع كلامها فى كل حاجة"
و تنظر إليها بنظرة جانبية "يالا كلي فطارك زي ما إتعلمتي معايا" وتبدأ لونا
بإلتهام الأكل المقدم لها المتروك على الأرض ....بلا إناء!!! و ترحل سيلفيا فى بطء
و هي تغلق باب غرفة "لونا" و عالمها،تلك الغرفة الخاوية إلا من ملأة قديمة
مصفرة و فضلات الطعام و الشراب الذي تأكله "لونا" من على الأرض. الغرفة التى
تبقي فيها لونا أغلب ساعات الليل و النهار منذ موت أبيها. و بينما يعلو صوت الباب بالأغلاق
يعلو صوت لونا "عمتووو...... بحبك" و تسمعه سيلفيا و ترتسم على وجهها إبتسامة.....ابتسامة
نصر....إبتسامة منحوتة على وجه أفعى.
----------------------------------------------------------------------------------------
نشر هذا الجزء أول مرة علي صفحة"أطوار" بالفيسبوك في 3 يوليو 2015
"أيه ياسطي ده، أسامي أجنبي قولنا ماشي!! البطلة طفلة مجابتش 6 سنين و مالوا يا خويا!! مش عيب مهي قصة أطفال. لكن أفعي و بتاع
"سحر عبدالرحمن"
زميلته ذات الملامح المصرية المميزة المتطابقة مع رسمة الفتيات ببردية كان يدرسها.
وتبدأ قصة تقليدية جدا: سذاجة السنة الأولي، و صداقة السنة الثانية فمشاعر السنة الثالثة
المرتبكة، ثم التردد و الكلمات الواهية و الحجج البالية للحديث معها والمرتبطة دوما
بخفقات قلبه كلما ابتسمت. خفقات من السعادة والحب المجرد عقبها مصارحة وخطبة متواضعة
بعد التخرج بأشهر و مع أول عمل صادفه.
يتذكر و
يضحك في صمت ثم يتجول بعينيه علي كل ركن وهو يتحرك داخل شقتهما بهدوء و فخر فقصة كفاحهم
تشكل كل حجر، كل قطعة أثاث. فهذه هى شهادات التخرج من كلية الأثاربإمتياز يعقبها شهادتي
الماجيستير أحداهما وهي تخصه فى المخطوطات والأخري فى اللغات المندثرة بمنطقة الشرق
الأوسط. ثم إجازته كمرشد سياحي بدوام جزئي و شهادة من كلية التربية تجيزه كمدرس بتاريخ
أقدم و بجوارهما شهادة الدكتوراة لزوجته التى تعمل بمرتب زهيد لم يتجاوز الأصفار الإثنبن
بأحد الوحدات التابعة للمتحف المصرى. قصة كفاح تكاد تقرأ وحدها من حائط الشهادات فقط.
خطوبة إستمرت ستة سنوات على الأقل عمل خلالها كمدرس تاريخ و ،دروس وجمعيات وهي بجانبه.و
أكمل الماجيستير ثم حسن من مستواه بالعمل كمرشد لبعض الوقت معها فى المتحف. ويبدوا
أن ذلك جاء بعد زواجهما كعمل يحسن مستوى الدخل. ومؤخرا بدأ يكتب لأنه مؤمن إن التاريخ
لازم يتدرس بطريقة مختلفة و مفيش أجمل من غرس دروس التاريخ المستفادة إلا من خلال قصص
اسطورية للأطفال. أما هى فيبدوا طموحها الأكاديمي جليا و هو لم يمانع ان يساعدها على
تحقيقه فهما دائما فرد واحد و عقلان. تأخذه قدماه إلى غرفة المعيشة حيث المكتبة العامرة
وقطع الأثاث العملي و الذى رغم بساطته يعكس مستوى عالى من الذوق. فتلك الشقة التى ورثها
من أبيه -رحمة الله عليه- انعكاس كامل ل"هلال" و"سحر". يأتيه صوتها
من بعيد "هلااال؟؟" يستمع اليها و يجيب بسرعة "أيوة يا عمري" و
عينه تمر على مجموعة من البراويز التي تحتوي على صورهما و بعض أفراد العائلتين في مناسبات
مختلفة
و تبرق
تلك الفكرة وهو يمسك إحدى الصور" مرت سنتين... " و تقطع " سحر"
أفكاره مرة أخري "مصطفى أخويا كان عايزك تقابله النهاردة باليل على القهوة إيها
اللي في إمبابة" يمتعض هلال و هو يرد من أمام أرفف المكتبة"أخوكي ده لاسع
و مش ناوي يجيبها البر وبينقي اماكن غريبة" ..فترد "سحر" و صوتها يقترب
بمرحها المعتاد و تضحك " ما جمع إلا لما وفق" لكنه لم يكن منتبها للرد وو
جهه السمح تلتمع به عيناه و تسقط دمعة حارة بطيئة وهو ينظرإلي الصورة "هلاااال
الأكل يا حبيبي". ينتبه "هلال" للموقف و يجيب "حالا جيي"
ثم يضعها بهدوء و بزاوية فلا يظهر منها سوي زوجته وبالكاد تلك الفتاة العشرينة السمراء
بجانبها و على ووجههما أبتسامة من القلب و إن أخفاها شعر الفتاة الحالك السواد الذى
دفعه الهواء فى لحظة التصوير. "هلاااال هيبرد والله" تصر" سحر"
و" هلال" يمسح دمعته و يقبل مبتسمأ وعقله سيطرت عليه فكرة واحدة مجهولة و
حالكة و غير متوقعة ثم ما إن جلس و إلتقت عيناهما ثم إنطفئ كل شيئ.............
----------------------------------------------------------------------------------------
و تدوي
تلك الفكرة بعقله و هو غائص في الظلام الحالك،"ان الظلام فى حد ذاته ليس مخيفا
إنما المجهول الذي يخفيه هو الذى يثير الرعب، و أكثر اﻷماكن المظلمة إثارة للرعب هى
العقل البشري. فأنت لا تدري ماذا تخفي ظلماته بالضبط وحوش و شياطين ام ملائكة او ما
هو اسوأ، ان ادعك لمخيلتك. فالخيال هو الظلام الحقيقي". ويتذكر "متنساش............
متنساش نفسك"
----------------------------------------------------------------------------------------
نشر هذا الجزء أول مرة علي صفحة"أطوار" بالفيسبوك في 10 يوليو 2015
"الحمدلله النور رجع"
يتنفس أستاذ بكري سعد و هو يقولها. فبمجرد توافد أعضاء مجلس إدارة مجموعة الشركات فى
ذلك الإجتماع الطارىء مع رئيس المجموعة أستاذ "بكري" وتزامنا عن إعلانه عن
وجود ضيف معه، ذلك الضيف ذو الحضور المهيب والجمال المخدّر، أنقطع التيار الكهربي ربع
ساعة.مما ضاعف التوتر من الضيف قوي الحضور. المخيف أنه لم ينزعج إطلاقا من الظلام و
تحرك كما لو كان مولود فيه، و ان تكاد تجزم أن الظلام كان يفسح له و هو يتحرك بحرية
و ثقة الضواري ويحتل مكان الصدارة فوق المكتب الوثير امام طاولة الإجتماعات معلنا بقوة
عن فحوي ذلك الإجتماع و ينظر بثقة لفرائس الليلة و هو ينفس الدخان فى حلقات وقد تلاعبت
برؤسهم الخيالات و يبتسم......أو بالأدق تبتسم.
" بدرية هانم" يقولها
و هو يبتلع لعابه و ينظر إلي صاحبة البشرة البيضاء المتوردة والوجه المستدير و هي تعتدل
فوق كرسي المكتب بحركة تلقائية واضعة قدم فوق قدم بثقة شديدة يعتذر "انا أسف يا
بدرية هانم الموّلد وا..."ويتوقف عن الكلام و هو يرمق حلقة دخان تخرج من شفتيها
المكتنزة وقد صعقته بنظرة من عينها الخضراوين ثم أومات له بإشارة خفيفة من اصابع يديها
الممتلئتين نسبيا و قد وصله المعني وإبتلع ريقه فى توتر ليبدأ الإعلان عن مضمون الإجتماع.
تتراجع
"بدرية" للخلف و تسند ظهرها و هي تستمع إلي ذلك الإعلان فى موقف تكرر فوق
العشر مرات في سنوات عمرها السادسة و الأربعون وتنظر إلي الوجوه المتخبطة من صدى مايسمعون.
تبسم و هي تعدل من شعرها الثائر المائل قليلا للحمرة، فصهباء هي، إبتسامة تلذذ.كالنمر
الذي يعشق لحم الطرائد الحية و يستمتع بقطع أكثر من أخرى تأتي اولى قطعها المفضلة وهي
ردود الأفعال المتباينة عندما يعلن أستاذ "بكري" معرفا الجمع بصوت يحاول
التماسك. "مدام بدرية هانم عسران" الخوف و الإرتباك والإنبهار وتحطم الأعصاب
لهؤلاء الرجال اصحاب الأموال و الجاه يسعدها. بل يخدرها لحد الإنتشاء وإن كان كل مايبدو
للحضور هو لمعة عينيها وإبتسامة. تلك الأنثي الضارية التي تملك جمالا مفرطا و قواما
صاغه نحات إيطالي من عصر النهضة، تمتلك عقلا ماليا وإسراتيجيا رهيبا مثبتا بدرجتي ماجييستير
من إنجلترا فى إدارة الأعمال و التخطيط. فلقد صنعت إسما و إمبراطورية صغيرة من الشركات
المتنوعة جديرة بأن تثير لديهم هذا الإرتباك. تعقد يديها في تؤدة و ثقة نابعة من قوة
و هي تسمع ردود الأفعال علي بيان الدمج و بيع شركاتهم إلي "عسران جروب" وتأهبت
لقول كلماتها القليلة إذ اقترب الإجتماع من الإنقضاء. قليلة الكلام أصبحت تحدث نفسها
و هي تقوم بهدوء و تمشي وهالتها المرعبة المتناسبة طرديا مع عقلها القوي و جمالها الضاري.
تتقدم لتسدد "القاضية"كما تحدثها نفسها و قد أزالت كل منافس لها فى هذا المجال
مجال شركات السيراميك و الديكور وتنازعها أشباح من ماضي سحيق من الذكريات. فهاهي بالجلباب
الملون في سن السابعة عشر بإحدي قري صعيد مصر تتأمل جمالها المشتق و المختلط من أمها
الروسية التي لم تراها وأبيها الصعيدي العتيد قوي الشخصية. تبدأ الكلام و هي تضحك بعقلها
و تحدث نفسها بعكس ما ينطق لسانها "الدباجة بتاعت كل مرة و متخافوش الرجالة هيفضلوا
وهما سذج كالمعتاد" تتحدث بلباقة فهي تجيد ثلاثة لغات و إن كان لسانها أحيانا
يزلّ بكلمة بلهجة أهل الصعيد الموسيقية. "فخورة بذاتي" تحدث نفسها و تتوالي
الأشباح الي ان تأتي ذكريات معينة و تتأفف "عامر".
ينفض الإجتماع
و يتحقق الهدف و تتأمل نفسها بالمرأة الجدارية بالمكتب الفخم. "السيدة التنين"
أطلق عليه زملائها بإنجلترا ذلك، كتلة من الرغبات و الماديات و الطموح المجنون يقوده
عقل قوي هدفه "بدرية بدرية وبس" تقولها لنفسه في فخر وتتعجب من دمعة خجولة
علي وجهها. تتعجب لأنها نزعت كل مشاعر الرحمة و الحب وأي شىء يخص الغير. ثم تضحك بدلال
لنفسها بالمرأة و تقول بصوتها الأخاذ"دموع تماسيح ديه ولاإيه يا" بيبي"
مافيش حاجة في الدنيا القذرة ديه يستاهل اللي انا شيفاه ده" و بينما تتراقص مع
نفسها و في ذروة تلك الإنشودة النرجسية البحتة ترمق ذلك الشىء امامها. وتتحول من تلك
النسمة النرجسية إلي إعصار من قوى الطبيعة و هي تزأر ووتلقي به بعيدا "إزااااااااااااااااي؟"
و يسود السكون.
----------------------------------------------------------------------------------------
أغرق أكثر
في الظلام و يملئ حواسي."تماسك" يتذكر كلمات الكهل. تلك المشاعر المختلطة
كفوضي عارمة في كل مكان. الغضب، الجشع، الخوف، الكره. "تبا عقلي سينفجر"
و يدور بباله هؤلاء الذين يخفون تلك الفوضي التي لا تنتهي بداخلهم وراء قناع الأبتسامة.
أي سكينة تلك وأي قوة. و تأتيه الإجابة الخوف كل الخوف من هؤلاء فأنت لن تعرف أبدا
ان كانوا غارقين في الظلام يحاربون أشباحهم ام ادركوا ابعاده فما عاد يخيفهم. أو صاروا
هم أنفسهم جزء من الظلام. فلا تتوقع شيء من شىء مجهول.
----------------------------------------------------------------------------------------
نشر هذا الجزء أول مرة علي صفحة"أطوار" بالفيسبوك في 17 يوليو 2015
"مممممم.....مصطفي؟؟"
صوت "ناردين" المكتوم يأتي من خلفه ومعه خبطات لحوحة بإصبعها فيلتفت ليكتمل
المشهد. "ناردين" وقد إنتفخ وجهها و تلوث فمها المضموم و مع نظراتها الطفولية
المصتنعة من عينيها البنيتين المتسعتين من تحت نظراتها الفراشية الشكل و انفها المحمر
بفعل دور برد وشعرها المجعد المتهدل على الجانبين "سنجاب والله" يقولها
"مصطفي" وقد زال غضبه رغم أن ناردين قد إلتهمت للتو إفطاره كاملا من أصابع
البطاطس المقلية و يستطرد بسخرية بينما "ناردين" تبتلع وتمسح فمها
"صحة" ثم يكمل.. "طب خدي البيبسي كمان بللعي". "لأ"
ترد ناردين بسرعة و هي لم تعي أو تجاهلت السخرية -من وجهة نظرمصطفى فهو كان دوما عاجز
عن فهم ذلك مع ناردين-. تناوله كيس البطاطس الفارغ و تقول"وإنت رايح ترمي الباكيت
جنب الباسكيت هناك كده فيه كشك هاتلي منه قزازة مياه" ينظر لها مصطفي و قد جمدت
ملامحه علي وجه ضاحك ساخر وهو يجيب "الفلبينية اللي جابتها ماما انا....طب و ليه
البيبسي لأ دايت لا سمح الله؟" ترد ناردين ولم تدرك السخرية المبطنة "لأ
انا مش بعمل دايت و كمان إنت عارف انا بحب ماكونش رفيعة قوي بحب ال “Curves” " ثم تستكمل و قد وضعت يديها بشكل طفولي على خصرها الممتليء
نسبيا "و كمان إيه عادي لما أكل فطارك و تعزمني على مياه، إنت أخويا" ترن
أخر كلمة فى ذهن" مصطفي" لوهلة وذلك أفضل من قبل عندما كانت تهبط عليه كدوي
رعد. دوي رعد لم يكن يجروء علي التصريح به، وان كان واضحا لمن كانوا مقربين ولم يعودوا.
يستفيق علي صوتها "مقولتليش لسة هركز علي إيه في الهم ده" يرد عليها مصطفي
و بنظرة خبير التنشين"بصي انا ذاكرت 7 أسئلة لقيتهم بيتكرروا أهمّ بصي عليهم عقبال
ما أجيب المياه و أشوف "سامح" فين" ويترك لها الملزمة ويتحرك.
"مصطفي حسين راضي"
طالب بالسنة الثالثة أسنان الحالة الإجتماعية: (خانة "الأصدقاء" للأبد) يحدث
نفسه و هو يبتعد لأحضار الماء. و يضحك بداخله بحرقة. طيب، ذكي،جدع، مهرج ومحبوس داخل
150 كجم من الدهون فشلت أقوي الألات الرياضية ان تحرره منها لكن ذلك لم يكن سجنه الوحيد.فاسوأ
السجون هى سجون نخلقها لأنفسنا لنهرب بداخل ظلماتها من واقع نظنه لن يتغيير بل ونقتنع
اننا أحرار. "يبو راااضييي" يصيح صوت رجولي مرح من خلف مصطفي لشاب رياضي،
بشوش الوجه، قمحي البشرة يتحرك كان الدنيا كلها ترقص معه "سامح بك فهمي نورت"
يقولها مصطفي ثم تعانق الإثنان و عادا معا علي حيث تجلس "ناردين" ليعرف سامح
عليها. فسامح فهمي طالب محول و قد تعرف عليه "مصطفي" منذ أشهر و لم تكن سوي
مجرد معرفة من نوع "تقديم المساعدة لزميل مستجد ومحترم". فمصطفي يساعد الكثيرين
لوجه الله. لكن سامح اثبتت مواقفه انه يستحق ان يكون مقربا ويكاد ان يكون أخا.
"ناردين...سامح"
"سامح.....ناردين" تحية سريعة وإن كانت ناردين قد فحصت سامح بعين الأنثي
وإن بدا ذلك كارتونيا مضحكا " واسرت لنفسها "مصطفي صحابه نضاف بتفهم والله"
ثم فوجئت بإلتفات مصطفي وهو يقول "عارف إني بفهم". "أي" اسرت ناردين
لنفسها و هي تقول "هو انا قلت إنك بتفهم بصوت عالي" اجاب "مصطفي"
بدون تردد"أيوة مش جيبتلك الكورس من الأخر" و بعد ان ضاق نفسها من الحرج
حمدت الله فى سرها وعاد تنفسها لطبيعته. "بس يا جماعة السؤالين دول في جزء الدكتور
لغاه" يقول سامح ثم يستكمل "وقال السؤالين دول أهم" و أخرج سامح عدة
أوراق بخط منمق وناولهم. "لألألأ" تقول ناردين بهستريا بينما ينفعل مصطفي
و تكاد وجنتاه أن تنفجر"سامح انا مش سألتك إمبارح إتكلمنا سوا مجبتليش سيرة السؤالين
دول ولا الكلام ده" يدافع سامح "والله مالك عليا حلفان نسيت ولسة فاكر حالا"
و قد تراجع للخلف قليلا متوقعا اي ردة فعل من مصطفي. ثم أضأ ضوء شمس دافيء السماء من
بين الغيوم الكثيرة.
"أيه يعني بنت الرئيس؟"يتسأل
سامح و هو يلتف لناردين و قد ارتسم تعبير أشبه بعرائس "باربي" ذات الإبتسامة
المصطنعة وهي تنظر لماهينور التي مازلت تتحدث فى مرح و ترتفع و جنتاها و هي تبتسم لتضيق
عيناها جزئيا و تضحك عدة ضحكات مسموعة ثم تتدراكها في خجل. يتأبط مصطفى سامح و يجذبه
بعيدا وهو يقول "تعالى أفهمك" و يقفان على مسافة بحيث يشاهدان حيث تجلس ناردين
و تتقدم ماهينور بإتجاهها وسط أصدقائها لتدخل المبني. "مالها ياعم البنت زي الفل
اهيه وكانت جاية ناحيتنا ضيعت المصلحة" يقولها سامح لمصطفي فيضحك مصطفي و هو يقول"بص
يابني ماهينور ديه ....." و يسرح سامح مع ماهينور و هي تقترب من ناردين ولا يستمع
لمصطفي.لطلما تمتع بفراسة وإن فضل إخفائها ابتسامة ترتسم على وجه ماهينور وهي تلقي
تحية علي ناردين و هي تبتسم تلك الإبتسامة الطفولية المظهر التي تزامنت مع هبة ريح
شتوية باردة لخصت الموقف كله. لقد كانوا مقربين ثم إنتهى كل شيء.....
يعود لكلام
مصطفي"صاحبة الكل بس مش مع حد، تعرف كل حاجة بس حاجتها لنفسها، و عمرك ماهتشوفها
بتعيط او متضايقة " يستمع ثم يسرح مع ماهينور التي تلقت مكالمة. قوي الملاحظة
هو يكاد يقرأ الكلمات القليلة التي تقولها "بابا بتكلم ابوها قبل الإمتحان"
يتمتم في سره و يستفيق على كلام مصطفى و هو "بيسموا النوع ده من الشخصيات
"بالشخصية الشبحية او الزئبقية" طول ماهي موجودة ليها حضور و منورة المكان
و بمجرد ما تمشي صدقني مش هتفتكر او تمسك عليها اي حاجة شخصية بالعكس إنت اللي هتكون
إدلقت معاها بكل حاجة و متعرفش إن كنت هتندم على ده بعدين ولا لأ" يسرح معها سامح
مرة أخري "جذابة و غامضة بس بطريقة غير منفرة" يفكر سامح "زي القمر
بتشوف منه وش واحد بس و علي كده بتقول جميل ومتعرفش...."تعبر غيمة و تحجب نور
الشمس للحظات و تتوقف "ماهي". ويكاد سامح ان يقسم بأن الغيمة قد أخفت ضياء
"ماهي" وليس المكان و قد ركز علي شفتاها و قد أختلجتا كأنها تتألم و هي تقول
كلمة. سرعان ما تلاشت و علت علي وجهها إبتسامة غاية في الجمال واغمضت عينيها و مضت.
"....تت" يقول سامح لنفسه
"ملحقتتش غير اخر الكلمة يفكر في صمت و هو يدخل لجنته "...تت" و كانت
ضمت شفتيها......و يستوعب دفعة واحدة الموقف كصاعقة و.........."ماتت"
----------------------------------------------------------------------------------------
نشر هذا الجزء أول مرة علي صفحة"أطوار" بالفيسبوك في 24 يوليو 2015
"خمس نقاط"
"لازم تختار صح"
يذكر نفسه.
"هي" يدوي إسمها
فى رأسه وإن كانت كل ذكرايته وكأنها تنزلق إلى هوة سحيقة. فلا يذكر سوي وجها و قد بدأت،
ملامحه تتبدد، والألم. "لماذا نتذكر الألام بسهولة و تبهت باقي المشاعر بجانبه"
يتسائل سرعان ما وجد إجابته. فإن أهم مصادر الظلام الألم. فلا يمكن توقع ما سينتج عنه
او يترتب عليه ولكن أولائك الذين يجرؤون علي السير فى ذلك الظلام هم من يستمتعون فعلا
بجمال ضوء القمر. مما لا شك فيه أن الألام محرك قوي يحفز العقل و المخيلة للتغيير الأنسب
للتغلب عليهم. والأنسب ليس دائما الأفضل.
" أربعة حتي الان"
يردد الجملة
ثم يعود ليستكمل افكاره.لن تكون مبالغة لو أعتبرنا الألم القوى نقطة محورية تعيد تشكيل
بعض ملامح في الشخصية. ملامح لن تتحدد إلا بعبور تلك النقاط و طريقة الخروج منها تصيغ
ذلك التغيير. فالطريق أختيارك الذي يمضي بك من بوابات الألم المظلمة إلي ماهو مجهول.
"الطريق من مجهول إلي مجهول مخاطرة نعم لكن واجبة للتحرر و النور" يكررها
بداخله. ثم يفكر في المجهول الأعظم الذي لا يدرك كنهه سوي خالقه.....الموت
"أ ه ه ه " يشعر
بكيانه وعقله يتشتت و يكاد ان ينقسم من فرط الألم. .يصرخ فلا تخرج صرخاته و من يسمعه
إن خرجت. شىء ما بداخله ساكنا والأن و في ذلك الظلام قرر ان يتحرك.
"شىء ما خطأ" يكررها
و يتألم أكثر و هو يشعر به ينبض بخلاياه و يحرقها يريد التحرر، شىء يجري منه كمجري
الدم، ومن فرط سواده حالك كالظل في ذلك الظلام.... شيء...... حي!!!.
----------------------------------------------------------------------------------------
يصعد صوت
الأذان وصوت المؤذن الشجي يغمر الحضور ويلزمهم صمت الخشوع. " كلهم هنا" تقولها
تلك العجوز البشوش ذات الثمانين خريفا وعلى وجهها يبدو الرضا.تتحرك اكوام من التجاعيد
لوجه رأى الكثير من الزمن و هي تبتسم ببطء. تتفقد الجمع"متجمعين أخيرا يا بدور
زي ماكانوا معانا إمبارح" ثم تتشتت لبرهة وهى تحدث توأمها بدور "شكلي خرفت
ده كان من 3 سنين" و هي تحدث نفسها تبتسم ثم تعتدل بجلستها. "ياااااه الزمن
بيجري و ملوش عزيز" تقولها و قد إلتمعت عينها الرماديتان اللتان ضاقتا بحكم السن،
و صاحبتهما حركة عصبية خفيفة بجفنها الأيسر، تتكرر كل فترة بشكل غير ملحوظ إلا للمدقق.
و علي ضوء
الشموع التي بدات تغمر القاعة بسبب إنقطاع التيار الكهربي، تذهب للأمس البعيد تتذكر
ذلك الحديث مع أختها فى وجود الأحفاد و الأولاد. " حفلة علي النيل" و تنظر
إلي أكبر حفيدات أختها بدور في حب وقد إرتدت فستانها الأبيض البسيط والأنيق ويقف الي
جوارها أمير قصة حبهما و شريك حياتها و قد زفت إليه من ساعات. تحدثها توأمها بدور وقد
زاد وجود القمر بدرا المنظر بهاءا، و ضوئه ينعكس علي صفحة الماء و فستانها قد تلألأ
في جمال لا يضاهيه سوي بريق السعادة في عيناهما."مبسوطة يا هالة" تقولها
بدور لتوأمها" وترد عليها هالة " إستنينا سنين و أهو الحمدلله" ثم تستطرد
"بتفكرني بيكي يابت يا بدور في يومك إنت و محسن (الله يرحمه) شبهك قوي" ثم
تضحك في مرح فهما توأم متطابق. فرغم السن كانت الدعابة لا تنقطع و ما أكثر المرات التي
إستغلا فيها الشبه. فعلى رغم من إختلاف الشخصية و إسلوب الكلام و لكن كل واحدة فيهم
كانت تستطيع ان تتقمص شخصية الأخري بكفاءة. و إن كانت هالة تستطيع القيام بذلك بسهولة
فهي خريجة معهد فنون مسرحية و قد دخلته عن إقتناع رغم تفوقها الملحوظ والثانية استاذ
متفرغ بكلية أداب بقسم الدراسات الشرقية.
"عشت ليكي يا"بدور"
إنت وولادك الخمس و احفادهم" ثم تخرج زفرة حارة "عشت لينا..." ثم تفكر
و هي تنظر الي الجمع في القاعة و قد اخذوا مقاعدهم وتتوافد وجوه غريبة شباب و كبار
و شيوخ. يستقبلهم حسام إبن "بدور" الأكبر و المعماري المعروف بتبجيل و ترحاب
خارج القاعة حيث يتبادل معه سعد و خالد الطبيبان إستقبال الحضور و تعاود الأبتسام و
تنظر "حبابيك كتيير يا "بدور" و تضحك."أخروكي الصبح.....و دلوقتي
مش ملاحقين يلاقوا مكان" تتعجب ثم تقول "كنتي مخبياهم فين دول" تسرح
و هي تنظر لعدد المعارف و الأحفاد و الأقارب الحاضرين. "أختك وبتخبي عليا"
ثم تبتسم "عادة و مش هتغيرها بتخبي عني و في نفس الوقت بتثقي فيا". تتذكر
ذلك الحديث منذ عدة شهور حيث جلسا معا يتبادلان يتكلمان وقت الغروب في ناديهم المفضل
علي النيل."سرب حمام.... الله" تقولها "بدور" و هي تنظر لمنظرهم
وهم يعبرون الأفق " حلوين بالفريك" ترد هالة فتنظر لها بدور و تقول
" والكوليسترول والصحة عجزنا يا هالة أخرنا نعمل و نتفرج و بس" ترد هالة
في مرح " نعم ميين إللي عجز ده؟!" و تاخذ وضعية إستعراضية و تقول" إحنا
زي القمر". يضحكان و يتحول وجه هالة من الضحك للألم الشديد بسبب شد عضلي قوي من
تلك الوضعية "شكلنا عجزنا فعلا يابت يا بدور"تقول هالة و تتفاجيء
بنظرة حزن شديد علي و جه بدور ثم إبتسامة تجاهد الدموع على وجهها و هي تقول" هالة
انا مسافرة".
"ضحكتي عليا يا بدور
" تقولها و قد سالت دمعة حارة على وجهها "جهزتي كل حاجة و رتبتيها و سيبتيني"
و يقبل عليها شخص مألوف."ماما هالة" تقولها نرجس إبنة "بدور" الكبري
و قد اتت حيث تجلس و معها شمعة "ماما....." ترددها هالة و قد إنطفيء وجهها"
لازم كده" ترددها بداخلها و تحترق في صمت."الجيران مع سامية أختي جايين عايزيين....
و قبل ان تكمل نرجس الكلمة، يعود التيار الكهربي إلي القاعة التي إمتلأت. فتستوعب هالة
الموقف مرة واحدة كأنها كانت مخدرة مدركة و غير مدركة. تنظر لمن حولها و قد إتشحوا
بالسواد و تجهمت ووجوههم و تبللت بالدموع. تائهة هي بين عدم الأستيعاب وإنهمارشلالات
الدموع من عينيها المجهدتين تكمل لها نرجس "جايين يعزوكي في ماما" ثم تتناول
منديل و قد بدأ فمها يرتعش وتكاد تنفجر من البكاء و التفت بسرعة لتتركها وتبكي . وما
إن تحركت حتي أمسكت يد قوية بنرجس و تتفاجأ و هي تلتفت بصفعة قوية على وجهها من خالتها
"انا ماموتش أنا لسة عايشة " و تصرخ "أنا بدور....... بدور أنا"
ثم تنهار وتقع من يدها تلك الصورة لطفلتان توأم التى كانت تكلمها في هيستريا طوال اليوم.
و ينسحب وعيها في بطء و قبل ان تغلق عيناها تري ذلك الوجه....ثم يغيب كل شىء.
----------------------------------------------------------------------------------------
"ستة"
من دياجير
الظلام الحالكة السواد يتردد ذلك الصوت في ثبات و قوة بلا لغة، فهو اقدم منهم جميعا
و ينصب بعقله مباشرة.
"ستة"
صوت كصوته
يكاد أن يقسم بذلك يصرخ ليتحرر، حتي يكاد ان يموت ثم يتسرب إليه ذلك التأثير المخدر
لمن أجهده التعب و جسده يرجوه ان يستسلم
"ستة"
"لن أستسلم " يدوي
صوته و هو يشعر بألم في كل ذرات جسده و قد بدأت تلك الكيوننة تتحرر من أعماق أعماق
ظلامته "ساذج أنت و ضعيف أيها الفاني" يسمعها و هو يتهالك. تنبض أجزاء كيانه
قاتمة،كارهة، غاضبة و تكاد تنفجر. "الظلام ليس عدوك أيها الفاني بل ماأحضرته معك"
يسمعها من مكان ما ثم يزداد ألمه بقوة حتي يكاد أن يموت.
و قبل أن
يفقد الوعي تتردد جملة من ذاكرته "عندما تجتمع الاطوار المختلفة و تبداء رحلة
الخلاص عندها تنشق الحواجز. وقتها يصبح البعض كل و الكل من بعض" في الخلف ثم يطالعه
ذلك الوجه البشع و العينان الحمراوان الكبييرتان و هو يتشكل بسرعة و جنون ألاف ألاف
المرات .
"ستة.....ستة نقاط"
"لازم تختار صح"
"عدوك نفسك"
تتردد تلك
الكلمات بدوي هائل مع إنهيار الظلام. ثم يتشتت كل شيء و يذوبان معا عبر بوابات الألم.
ثم.... يبدأ كل شيء.
10%
نهاية الفصل الأول
#رواية_أطوار_2015
ملحوظة: نشر هذا الفصل "الظلام" لأول مرة علي خمسة أجزاء علي صفحة "أطوار" بالفيسبوك بمعدل جزء إسبوعيا في الفترة بين 25 يونيو إلي 24 يوليو 2015 جميع حقوق النشروالمواد محفوظة للمؤلف/ د.محمد عبدالله محمد موسى |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق